[ [ مصر والطاقة المتجددة - مدونة صابر أحمد المنياوى [
الثلاثاء، 19 مارس 2013

مصر والطاقة المتجددة

على مدار السنوات والعقود .. اكد العديد من الخبراء المصريين والعالميين ان مصر تتمتع باشعه شمس مناسبه يمكن استغلالها لتوفير طاقه هائله تكفي احتياجات مصر من كافه اشكال استخدامات الطاقه، وان تكون بديلاً للغاز الطبيعي والبترول ومصادر الطاقة المتجددة التي وصلت كمياتها الي مرحله خطيره في مصر، ورغم كل هذا، لم يتم انشاء اي مصدر للطاقه الشمسيه في مصر - او علي الاقل هذا ما يعرفه الكثيرون - ولم يهتم بها اي مسئول، حتي مشروع النهضه "الاخواني" لم يهتم بعمل مصادر طاقة متجددة وانما باغلاق المحال التجاريه في العاشره مساءً!!. معلومه خطيره لا يعرفها الكثيرون، ان اول محطه رفع طاقه شمسيه في العالم اجمع ، قد تم انشائها في مصر عام 1913 ، مما يعني ان مصر هي اول دوله في العالم دخلت مجال الطاقه الشمسيه والمتجدده، والسؤال الذي يطرح نفسه اين
هي هذه المحطه وماذا حدث لها بعد كل هذه السنوات. محطه توليد الطاقه الشمسيه كان موقعها في شارع 101 بحي المعادي ، واختفت في دروب التاريخ، والان تغطي المباني والرمال والاشجار موقع المحطه، واصبحت في طي النسيان. البدايه عندما قام مهندس امريكي متخصص في مجال الطاقه يُدعي فرانك شومان، بتشييد محطه للطاقه الشمسيه في القاهره في خريف عام 1911، حيث كانت اول وحده رفع طاقه شمسيه بحجم صناعي في العالم بالمعادي، 20 كم جنوبي القاهره، واحتوت علي خمس جامعات طاقه شمسيه، كل منها بطول 62 متر وعرض 4 امتار و تفصل بينهم مسافه 7 متر، وكان تصميمها مُعدل من محركات تم شحنها من تاكوني وخامات تم انتاجها في الموقع، واستمر تشغيلها لفتره اقل من عام. وسافر شومان بعد ذلك الي المانيا لعرض مشروع محرك الطاقه الشمسيه الاول في البرلمان الألماني، وتحدث عنها العالم اجمع في ذلك الوقت، وفي عام 1914عاد شومان الي فيلادلفيا في اجازه لبضعه شهور احتفالا بنجاحاته في مصر والمانيا ، ليعرض علي المجتمع الامريكي مشاهد لمحطه الطاقه الشمسيه المصريه عن طريق فيلم يتم عرضه بمسرح الحريه بتاكوني. وكان لفرانك شومان كلمه شهيره في وقت تشييد المحطه هي : "انني علي يقين من شيء واحد .. ان البشريه لابد ان تتحول لاستخدام الطاقه الشمسيه او ترتد الي البربريه". موقع وزاره الطاقه المتجدده علي شبكة الإنترنت لا يوجد فيه اي معلومات بالمره عن هذه المحطه وكانها لم توجد اصلا، وهو ما يضع علامات استفهام كبيره حول علم مسئولي الطاقة المتجددة بوجود موقع المحطه من الاساس!!. المهندسه ليلي جورجي، رئيسه هيئه الطاقه المُتجدده، قالت ان الوزرات كانت علي علم بالمحطه، سواء الوزاره الحاليه او وزارات النظام السابق، وكانت هناك اقتراحات حول اعاده احياء المحطه مره اخري او انشاء محطات اخري مثلها لكن ظلت هذه الاقتراحات حبيسه الادراج، موضحهً ان ذلك كان بسبب رؤيه غير واضحه لملف الطاقه المتجدده وعدم اخذه بجديه تامه.

وكما يقول المهندس حافظ السلماوي ـ المدير التنفيذي لجهاز مرفق الطاقة : إن مصر لديها مصادر طاقة شمسية تكفي العالم كله، وهناك دراسة أعلنتها هيئة الفضاء الألمانية تؤكد ان تغطية مساحة 250 كيلو مترا × 250 كيلو مترا من الصحراء الغربية بوسائل انتاج الطاقة الشمسية تكفي لامداد العالم كله باحتياجاته من الطاقة، والبداية التي بدأتها مصر فعلا تؤهل لاستثمار طاقتي الرياح والشمس في انتاج 20% من انتاجها الكلي من الطاقة الكهربائية عام 2020، وبالنظر إلي مشروع انتاج الطاقة باستثمار الطاقة الشمسية بالكريمات خطوة جادة نحو سعي مصر لكي تصبح مركزا إقليميا للطاقة بجميع أشكالها مستقبلا، سواء كانت طاقة متجددة أو ممرا للطاقة.

وعن تفاصيل مشروع الكريمات لانتاج الطاقة من الشمس يقول الدكتور مهاب هلودة ـ مدير قطاع الطاقة بالمكتب الإقليمي للبنك الدولي بالقاهرة : محطة الطاقة الشمسية بالكريمات مصممة لانتاج 140 ميجاوات من الطاقة منها 20 ميجاوات من الطاقة الشمسية، و120 ميجاوات من الدورة المركبة بواسطة التوربينات الغازية والبخارية، وهذا المشروع شاركت في تمويله ثلاث جهات هي الحكومة المصرية وهيئة المعونة اليابانية ومرفق البيئة العالمي وتبلغ تكلفته 250 مليون دولار، ويتميز المشروع بامكانية زيادة قدرته الانتاجية مستقبلا، وإذا كانت تكلفة الانتاج من الطاقة الشمسية أكثر من تكلفة الانتاج في الرياح فإن التوسع في الانتاج مستقبلا من الطاقة الشمسية سيقلص الفارق كثيرا ليصبح قريبا من تكلفة الانتاج باستثمار الرياح.
وعن امكانية تصدير هذه النوعيات من الطاقة المتجددة مستقبلا يضيف الدكتور هلودة : لدي مصر خطط مستقبلية تهدف فعلا إلي تصدير الطاقة المتجددة النظيفة، وان كان هذا يحتاج إلي وجود شبكة تربط شمال إفريقيا بدول الشرق الأوسط وأوروبا، وهنا تجدر الاشارة إلي وجود ارتباط فعلي بين مصر وكل من سوريا وليبيا، والخطط المستقبلية تستهدف ربط تونس وليبيا وإيطاليا، كذلك سوريا مع تركيا، وعن طريق هذه الوصالات يسهل ربط مصر بأوروبا، كما أن هناك بحثا جاريا في نفس المجال يسمي الشبكة الأورومتوسطية، أيضا ويبذل الاتحاد الأوروبي جهودا من خلال عدة محاور منها ما يهدف إلي ربط جنوب أوروبا بشمال إفريقيا ومنها مصر لتيسير عملية نقل الطاقة.






في صحراء مصر الغربية يجري الآن الاستعداد لإنشاء مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية تحت عنوان"حلاة شمسنا" باستثمارات 4 مليارات دولار يشارك في التمويل مجموعة من خبراء الطاقة والمستثمرين المصريين بالتعاون مع البنك الدولى.
من هؤلاء الخبراء، د. محمود الشريف رئيس مركز بحوث تطوير الليزر بنيويورك، وهو مصري مقيم في الولايات المتحدة، يقول: نحن بصدد إنشاء محطة انتاج كهرباء ضغط عالى من الطاقة الشمسيه الحرارية (csp) بنظام التوربينات البخارية , وذلك بالاشتراك مع بعض الشركات الأجنبية المتخصصة فى هذا المجال بطاقة انتاجية 2 جيجا وات / ساعة فى المرحلة الأولى، وهي تفوق قدرة انتاج السد العالى من الكهرباء والتي تبلغ 1.7 جيجا وات / ساعة تقريبا.
وأضاف أن المستهدف الوصول بالطاقة الإنتاجية للمشروع إلى 6 جيجا وات / ساعة ومع انتهاء المرحلة الثانية يمكن استخدام الأرض أسفل ألواح الطاقة الشمسية لعمل مسطح زراعى باستخدام مياه البخر.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وحرارية من خلال بخار الماء المضغوط الناتج من حرارة الشمس بنظام المرايا الحرارية، وهى تتكون من مرايا زجاجية تعكس الضوء لبؤرة مزدوجة لتجميع الحرارة والمرايا مثبتة على قواعد أرضية وحوامل ووصلات ومعدات لتوجيه المرايا وأنابيب ناقلة للبخار.
وأشار إلى أن المشروع يشمل أيضاً خزانات حرارية كبرى ومكونات عجينة ملحية لحفظ الحرارة وتشغيل ليلى بعد الغروب وأنابيب دائرية داخل التنكات الحرارية وأجهزة تحكم آلى و يدوى وبرامج وحواسب لتشغيل الوحدة وغلايات متكاملة وتوربينات بخارية مرتبطة بمولدات ودوائر كهربائية ومحولات ووصلات تغذية وكابلات وأجهزة توزيع وأبراج ومعدات نقل حتى حدود المحطة .
وقال: إنه سيتم إنتاج وتصنيع جميع لوازم توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية من خلال التعاون الدولى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وقال: إن دراسات الجدوى للمشروع أكدت أن عائده الاقتصادي يعتبر أكبر استثمار فى مجال توليد الطاقة الكهربائية فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، لأنه سيتم توفير الطاقة تاكهربية للاستهلاك المحلي وتصدير فائض لأوروبا بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار سنوياً، فضلاً عن أن الطاقة المولدة نظبفة لاتلوث البيئة ولاتحتاج إلى تكلفة لتوصيلها إلى المناطق النائية والمدن الجديدة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق